-->

الكتابة الإنشائية الفلسفية لصيغة القولة المرفقة بسؤال

    الكتابة الإنشائية الفلسفية لصيغة القولة المرفقة بسؤال  :

    القولة المقترحة:
    " يخطيء الناس،إذن ، في كونهم يعتقدون أنهم أحرارا، وهذا الرأي لا يكمن إلا في وعيهم بأفعالهم وجهلهم بالعلل التي تجبرهم على القيام بها."
     
     تتميز القولة بالتركيز والكثافة وقصر الحجم ، وتكون مرتبطة بمواضيع البرنامج المقرر، وتحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر من مفاهيم المجزوءة ، كما يمكن أن تحيل على مجزوءة واحدة أو أكثر." أما مواصفات السؤال فهو إما سؤال إشكالي مفتوح ( مسلك العلوم الإنسانية أو مسلك الأداب) أو يحتوي على مطلب مزدوج يحيل الجزء الأول منه على مضمون القولة والجزء الثاني عل قيمتها وأبعادها ( مسالك العلوم ومسلك الأداب).

    التوجيهات المنهجية:
     لا بد أولا من قراءة متأنية للقولة والسؤال حتى يتمكن التلميذ من فهم المطلوب منه فالسؤال قد يكون ذي مطلبين ومن بين الصيغ التي ترد في المواضيع المقترحة نجد على سبيل المثال: حلل القولة وبين قيمتها ،أشرح مضمون القول وبين أهميته ، أشرح القولة وبين حدودها ، أوضح مضمون القولة وبين قيمتها أو غيرها من الصيغ أو قد تذيل بسؤال مفتوح ... من هنا ضرورة أن تتجه الإجابة وفق ما يحدده السؤال وأن لا تخرج عن المطلب المحدد سواء بتوضيح وشرح القولة وإبراز أهيمتها أو قيمتها... أو حسب ما يطلبه السؤال المفتوح ..

    الخطوات المنهجية

    المقدمة أو الـتاطير: الفهم 4 نقط :

    - تحديد موضوع القولة

    - التأطير والصياغة الإشكالية: وإبراز الإشكال الذي تتأطر ضمنها القولة أو الإشكالات المرتبطة بها الصريحة أو الضمنية ,إدراك مجال السؤال المرفق وتحديد المطلوب .والكشف عن حدوده ترابطاته

    العرض

    تحليل القولة : ( 5نقط):

    استخراج الأطروحة المتضمنة في القولة: استخلاص وتوضيح الأطروحة المتضمنة في السؤال ، من خلال شرح المفاهيم الأساسية وإبراز ما هو ضمني فيها ,والكشف عن الرهان المطلوب مناقشته.

    بناء الحجاج الذي تقوم عليه الأطروحة ( مثلا استحضار فيلسوف قال بهذه الأطروحة وإبراز الحجاج الذي بنى عليه أطروحته أو من خلال حجاج يوظف فيه التلميذ ثقافته: أمثلة واقعية ، علمية ،إستشهادات تقابلات استدلالات الخ...)

    المناقشة(5 نقط ): مناقشة هذه الأطروحة في ضوء السؤال المطروح ( مثلا باستحضار تصورات وأطروحات مؤيدة أو معارضة )

    الخاتمة أو التركيب( 3نقط) : استخلاص النتيجة المنطقية للمناقشة: تحديد موقف، تركيب، تجاوز فتح أفاق أخرى للمناقشة ( يجب أن يظهر المجهود الشخصي من خلال المناقشة التي قام بها التلميذ)

    الجوانب الشكلية :(3نقط) : اللغة والأسلوب ووضوح الخط

    =====================================================

    القولة المقترحة:
    " يخطيء الناس،إذن ، في كونهم يعتقدون أنهم أحرارا، وهذا الرأي لا يكمن إلا في وعيهم بأفعالهم وجهلهم بالعلل التي تجبرهم على القيام بها."

    وضح مضمون القولة مبينا حدود حرية الشخص.

    الفهم : 
    إن قراءة السؤال بطريقة أولية تكشف لنا أن القولة تتحدث عن الناس والحرية هذه الحرية التي ليست إلا اعتقاد ظاهري( أي هم في الحقيقة غير أحرار ، ما دام أنهم لا يعرفون الأسباب والدوافع الحقيقية لسلوكاتهم ...... وهذا يحيلنا إلى مفهوم الحرية ( الإنسان بين الحرية والحتمية). وبالتالي التقابل الإنسان:الحرية/الحتمية

    أما السؤال فيطلب توضيح تصور القولة ويطالب بإبراز والكشف عن حدود حرية الشخص أي يحيلنا إلى مفهوم الشخص وبالتالي الشخص بين الضرورة الحرية أي التقابل الضرورة/ الحرية هكذا تحيلنا القولة إلى مجزوءتين ومفهومين بشكل صريح...

    يجب العمل على صياغة الإشكالات من خلال التقابلات المذكورة

    الحرية/ الحتمية : الحرية تحيلنا :إلى الشعور الداخلي للإنسان بأن سلوكاته خاضعة لإرادته وتنبع من ذاته : وكونه قادر على التحرك والسفر والحديث دون أن يكون مقيدا وبدون إذن أحد…

    أما الحتمية بالمفهوم العلمي فتشير إلى أن الظواهر الطبيعية خاضعة لقوانين تتيح التنبؤ بها( أسباب ومقدمات تؤدي الى نتائج ضرورية ) وتشير بالنسبة للإنسان إلى إكراهات خارجية تتحكم في الإنسان وتوجه سلوكاته إذ يمكن الحديث عن حتميات بيولوجية ، واجتماعية ، ونفسية، وطبيعية الخ...

    و يمكن على سبيل المثال الحديث في التقديم عن التمييز بين الإنسان كمفهوم مجرد يشير إلى كل الناس( ما يجمعهم من خصائص مشتركة) ولا يشير إلى أحد معين ، وبين الشخص الذي يشير إلى الفرد في خصوصيته وما يميزه عن غيره وهذا التمييز يكشف لنا عن اختلاف الفلاسفة في معالجتهم للحرية من خلال توظيف هذا المصطلح أو ذاك ( سارتر يتحدث عن الإنسان بمفهومه العام بوصفه يتصف بحرية مطلقة وخالق لماهيته، ومونييه يتحدث عنه بوصفه شخصا مشروط بمجموعة من الإكراهات التي يعمل على التحرر منها) وبالتالي التساؤل عن حرية الشخص وهل فعلا يتميز بالحرية ، ام أن هذه الحرية ليست إلا وهما لأنه خاضع لإكراهات. وإذا كان حرا ما هي حدود هذه الحرية ؟ ...حرية مطلقة؟ ... محدودة؟ ...خاضع للضرورة والحتمية: اجتماعية ، نفسية، بيولوجية ؟...

    العرض

    ألأطروحة التي تحيل إليها هذه القولة : أن الإنسان لا يتميز بالحرية ، وأن شعوره بكونه حرا ليس إلا وهما ، وإن كان يدرك ويفكر فيما يفعله ويقوم به ، فإنه يجهل الدوافع الحقيقية التي تدفعه إلى القيام بفعل دون الآخر...

    شرح مفاهيم القولة : مثلا شرح مفهوم الخطأ... ،الإنسان... ، الاعتقاد... ، الحرية...، الوعي بالفعل... ،الجهل بالعلل.. (مما يتيح فهم أكثر للأطروحة المتضمنة في السؤال.) وتحديد المطلوب من السؤال وشرح مفهوم الشخص ..

    لتوضيح تصور الأطروحة يمكن إبراز النقط التالية:

    - أن الإنسان لديه شعور بالحرية وبأنه يتصرف وفق إرادته ويملك كامل الوعي بأفعاله ...

    - هذا الإحساس مجرد إحساس خادع لأن الإنسان وإن يبدو كأنه يتصرف بحرية ويدرك ما يقوم به إلا أنه يجهل الدوافع والأسباب الحقيقة لأفعاله... ويمكن توضيح هذا التصور من خلال مجموعة من الحجج وألامثلة الواقعية ( مثلا أن شهواته وأهوائه كثير ما تدفعه إلى سلوكات وأفعال لا يستسيغها ويندم عليها ،مثلا الغضب... ،أو مثلا زلات اللسان...)

    - يمكن توظيف مثلا تصور اسبينوزا ( الذي هو صاحب هذه القولة.) الذي يقارن بين الإنسان والحجرة التي تتحرك بفعل تأثير خارجي مبينا أن هذه الحجرة لو كان لديها تفكير وتدرك المجهود الذي تبدله لأعتقدت أنها تتحرك بكامل حريتها ... وإبرازان هناك دوافع بيولوجية ، وغرائز وشهوات تتدخل في سلوكات الإنسان ...

    - ولمناقشة القولة يمكن أن نشير إلى أن هناك تصورين متناقضين تصور يتحدث عن حرية مطلقة للإنسان ( مثلا تصور سارتر : الإنسان هو خالق القيم والمحدد لما سيكون عليه بوصفه مشروع مستقبلي ) وتصور يتحدث عن حتمية مطلقة.( قد تكون حتمية اجتماعية دوركايم أو نفسية لاشعورية: فرويد ، أو حتمية بيولوجية...)

    - ويمكن إبراز أن كلا التصورين متطرف وبالتالي يجب الحديث عن الشخص الإنساني في واقعه المعيش بوصفه يجمع بين الضرورة والحرية ( تصور مونيي الشخص الإنساني يتميز بالتحرر : أي كونه وإن كان مشروط بمجموعة من الإكراهات وينطلق من وضعيات ليست من صنعه وسابقة عليه فإنه من خلال الوعي بها يعمل على التحرر منها..) أو تصور ابن رشد مثلا الخ

    - ويمكن إبراز أهمية السؤال ورهاناته في عصرنا هذا من خلال إبراز أهمية الوعي بالإشراطات التي يتعرض لها الإنسان من خلال إبراز التحكم والتوجيه الذي أصبح يخضع له بواسطة التقنية والعلم في المجتمعات الصناعية...

    الخاتمة
      الخلاصة المنطقية للمناقشة: التركيب

    -لا يمكن نفي الحرية عن الإنسان فهذا ما يميز الإنسان عن الكائنات الطبيعية الأخرى.

    - هناك إكراهات وإشراطات تتدخل في هذه الحرية و الوعي والكشف عنها هو ما سيتيح للإنسان التحكم في حياته وحريته...


    =====================