-->

منهجية تجديد الرؤيا لتلاميذ الباكالوريا bac arabe

      منهجية تجديد الرؤيا لتلاميذ الباكالوريا 



    لم يتوقف خط التطور الذي رسمته حركية تكسير البنية في تجاوز الشكل و المضمون للمقاييس القديمة .بل استمرت في التعبير و التحول استجابة لتحولات المجتمع و تفاعلاته . فلم تكن حركة تجديد الرؤيا مجمل القيم التي يجب أن تقوم عليه الكتابة الشعرية بل باعتبارها موقفا من الحياة و الوجود و رؤيا جديدة للمستقبل حيث يتفاعل الذاتي مع الإنساني. وقد توسل شعراء هذا الخطاب بأدوات و أساليب فنية قائمة على الخلق و الابتكار و التفرد. معتمدون في ذالك على توظيف التراث الإنساني توظيفا رمزيا و جماليا.والعودة إلى الرموز و الأساطير القديمة في مختلف الثقافات ولقد مثل هذه الحركة مجموعة من الشعراء أمثال ادونيس ،بدر شاكر السياب و يوسف الخال و المجاطي.فما هي مضامين هذه القصيدة ؟ وما هي الخصائص الفنية التي عبر من خلالها عن هذه المضامين ؟والى أي حد مثلت هذه القصيدة تجديد الرؤيا؟ من خلال المسح البصري لمعمارية النص و الربط بين بدايته و نهايته نفترض أن الشاعر يمثل خطاب تجديد الرؤيا شكلا و مضمونا.

    يقدم الشاعر في قصيدته رؤيا حول (فكرة النص) وينقسم النص إلى مقاطع شعرية تتحدد وفق تيمه واحد وهي (النجيمات) من السطر الأول   إلى السطر... حيث يعبر الشاعر عن(...) و يتفاعل في النص حقلان دلاليين حقل دال على(...) مثل(...) وحقل دال على (....) مثل (...)(تعليق على المعجم) .
    ويمثل الإيقاع في قصيدة المعاصرة وجها من وجوه الثورة و التمرد على البنيات الفنية و التعبيرية في الشعر العربي القديم.حيث نظم الشاعر قصيدته على تفعيلة واحدة وهي تفعيلة بحر (...) حيث تراوحت تفاعيله ما بين سالمة و ناقصة على الأسطر   و ذالك على حسب اكتمال الوقفة العروضية و الدلالية تبعا للدفقة الشعورية و للإيقاع النفسي لدى الشاعر إضافة على ذالك اعتماده على ظاهرة التدوير و التنويع في    القافية التي جاءت تارة متتابعة و تارة أخرى مركبة تبعا لتنوع حركة الروي. ومن جانب آخر تمتاز القصيدة ببنية إيقاعية داخلية تسهم في إضاءة رؤية الشاعر من حيث توظيف التوازي (...)و التكرار(...) أسهم هذا الإيقاع داخل القصيدة في إبراز الدفقات الشعورية للشاعر و تجسيد موقفه النفسي وفضلا عن الإيقاع يتقاطر النص ضمن صور شعرية غزيرة و متنوعة نابضة بالحركة و مشبعة بالإيحاءات   و الرموز   و إلى جانب توظيف (الرمز أو الأسطورة )(...) تتميز لغة النص بالشعرية   لما تتميز به من انزياح (المعايير المألوفة انزياح دلالي تركيبي نحوي )ومن أمثلة ذالك (.....) نستنتج أن التجديد في أساليب التصوير الفني عند الشاعر نتج عنه وظائف جديدة للصورة فالصورة ليست مجرد أداة للتعبير وإنما هي ترتيل جوهري لرؤيا الشاعر و تجربته الخاصة و الشاعر بتوظيفه (للأسطورة او الرمز) انزاح عن دلالتها (الرمزية أو الأسطورية)ليكسبها معنى جديدا و تبعا لذالك زاوج الشاعر في النص بين الأساليب الخبرية(...) و الأساليب الإنشائية خاصة الجمل الاستفهامية(...) و الأمر (...) حيث تجاوزت الأساليب الخبرية وظيفتها الإخبارية إلى وظيفة رمزية إيحائية تأكد تحدي الشاعر للموت و إيمانه بالانبعاث و التجدد .
    استنادا لما سبق تحليله نلخص إلى تأكيد الفرضية ألا و هي أن القصيدة تنتمي إلى خطاب تجديد الرؤيا سواء على مستوى البناء "نظام الأسطر،تنويع القافية و الروي " أو على مستوى توظيف اللغة الجديدة في شعر الرؤيا القائمة على الرمز و الأسطورة ... و انزياحها عن اللغة المألوفة جسدت موقفا من الحياة و الوجود ورؤيا جديدة للمستقبل مما يدل على أننا أمام شاعر مثقف خلخل أعراق الإبداع الشعري القديم التقليدي وربط بين ثورة الشكل و ثورة المضمون.